responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 255

عرض لها فتى من العماليق فوقعت في نفسه، فأتى بني أبيه فقال: و اللَّه لأجتنين عليكم حربا لا تقومون بها، قالوا: و ما ذاك؟ قال: امرأة لقمان بن عاد، هي أحب الناس إليّ.

قالوا: فكيف نحتال لها، قال: أجمعوا سيوفكم ثم اجعلوني فيها و شدوها حزمة عظيمة، ثم ائتوا لقمان فقولوا: إنّا أردنا أن نسافر و نحن نستودع سيوفنا حتى نرجع، و سمّوا له يوما، ففعلوا و أقبلوا بالسيوف فدفعوها إلى لقمان، فوضعها في بيته و خرج لقمان و تحرك الرجل فحلت الجارية عنه، و كان يأتيها فإذا أحست بلقمان جعلته بين السيوف و حتى انقضت الأيام، ثم جاءوا إلى لقمان فاسترجعوا سيوفهم فرفع لقمان رأسه بعد ذلك، فإذا بنخامة يبوس في سقف البيت، فقال لأمرأته: من نخم هذه؟ قالت: أنا، قال:

فتنخمي، ففعلت فلم تصنع شيئا، فقال: يا ويلتاه السيوف دهتني، ثم رمى بها من ذروة الجبل، فتقطعت قطعا و انحدر مغضبا، فإذا ابنة له يقال لها «صحر»، فقالت له: يا أبتاه ما شأنك؟ قال: فأنت أيضا من النساء، فضرب رأسها بصخرة فقتلها، فقالت العرب:

«ما أذنبت إلا ذنب صحر». فصار مثلا.

قال العلماء بالسير: كان عمر هود مائة و خمسين سنة. و قد ذكرنا قصة عاد في تفسير القرآن العزيز [1] مستوفاة فاختصرناها هاهنا.

ذكر قصة ثمود [2]

و كانوا قد عتوا و كفروا باللَّه و أفسدوا في الأرض، و كانوا قد مدت أعمارهم، و كانوا يسكنون الحجر إلى وادي القرى من الحجاز و الشام، فكان أحدهم يبني المساكن من المدر فتنهدم و الرجل منهم حيّ، فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فنحتوها و جابوها و جوفوها.

فبعث اللَّه تعالى إليهم بعد هلاك قوم عاد صالح بن عبيد بن جاذر بن جابر بن ثمود، و يقال: ابن جاثر بالثاء، فدعاهم إلى التوحيد فلم يزدهم دعاؤه إلا طغيانا،


[1] زاد المسير 9/ 109.

[2] تاريخ الطبري 1/ 226، و تفسير الطبري 12/ 524، و زاد المسير 3/ 223، و عرائس المجالس 66، و البداية و النهاية 1/ 130، و نهاية الأرب 13/ 71، و الكسائي 110، و المعارف 29.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست