responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 253

فأفاديه، و لا لمريض فأشفيه، فاسق عادا ما كنت مسقيه. فرفعت له سحابة فنودي منها:

اختر، فجعل يقول: اذهبي إلى بني فلان، و اذهبي إلى بني فلان. فمرت سحابة سوداء، فقال: اذهبي إلى بني فلان، و اذهبي إلى بني فلان. فمرت سحابة سوداء، فقال: اذهبي إلى عاد، فنودي منها: خذها رمادا، رمددا لا تدع من عاد أحدا. قال:

و كتمهم و القوم عند بكر بن معاوية يشربون.

و في رواية [1]: أن بكر بن معاوية لما رأى طول مقامهم عنده، قال: هلك أخوالي و أصهاري، و هؤلاء ضيفي، و ما أدري ما أصنع، و استحى أن يأمرهم بالخروج [2]، فشكى ذلك إلى قينتيه الجرادتين، فقالتا له: قل شعرا نغنّيهم به. قال: [3]:

ألا يا قيل، ويحك قم فهينم‌ * * * لعلّ اللَّه يصبحنا [4] غماما

فيسقي أرض عاد، إنّ عادا * * * قد امسوا لا يبينون الكلاما

من العطش الشّديد، فليس نرجو * * * به الشيخ الكبير و لا الغلاما

و قد كانت نساؤهم بخير * * * فقد أمست نساؤهم عياما

و إنّ الوحش تأتيهم جهارا * * * و لا تخشى لعادي سهاما

و أنتم ها هنا فيما اشتهيتم‌ * * * نهاركم و ليلكم التّماما

فقبّح وفدكم من وفد قوم‌ * * * و لا لقّوا التحيّة و السّلاما!

فلما سمعوا هذا قالوا: ويلكم ادخلوا الحرم فاستسقوا لقومكم، فقال مرثد: إنكم و اللَّه لا تسقون بدعائكم، و لكن إن أطعتم نبيكم سقيتم. فقال جلهم: احبسوا هذا عنا و لا يقدمن معنا مكة، فإنه قد اتبع دين هود.

ثم خرجوا يستسقون، فنشأت سحابة و قيل له: اختر، فاختار سحابة سوداء، فساقها اللَّه تعالى إلى عاد حتى خرج عليهم من واد لهم يقال له «مغيث» فلما رأوها


[1] هذه الرواية في تاريخ الطبري 1/ 220، و مرآة الزمان 1/ 256.

[2] في الطبري: «يأمرهم بالخروج إلى ما بعثوا إليه (طبري 1/ 220) و في المرآة 1/ 255: «يأمرهم بالدخول إلى الحرم ليستسقوا».

[3] في تاريخ الطبري 1/ 220: «قال معاوية بن بكر».

[4] كذا في تفسير الطبري، و في تاريخه 1/ 220: «لعل اللَّه يسقينا»، و في مرآة الزمان 1/ 255: «لعل اللَّه يمنحنا».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست