لما تجبروا و عتوا و عبدوا الأوثان أرسل اللَّه تعالى إليهم هود بن عبد اللَّه بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم [بن سام بن نوح] [4]. و من النسابين من يقول:
الخلود بضم الخاء و اللام، كذلك رأيته بخط المنادي، قال: و يقال بالجيم المكسورة، و اللام المفتوحة. و منهم من يقول هود هو: عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح. فدعاهم إلى التوحيد/ و ترك الظلم، فكذبوه و قالوا: من أشدّ منا قوّة! فلم يؤمن منهم بهود إلا القليل، فبالغ في وعظهم فزادوا في طغيانهم إلى أن قالوا:
فحبس اللَّه عز و جل عنهم المطر ثلاث سنين حتى جهدوا فبعثوا إلى مكة وفدا حتى يستسقي لهم منهم: قيل، و لقيم و جلهم، و مرثد بن سعد، و كان يكتم إيمانه، و لقمان بن عاد [6]، فنزلوا على بكر بن معاوية فجعل يسقيهم الخمر و تغنيهم الجرادتان [7] شهرا، ثم بعثوا آخر، فدعا فقال: اللَّهمّ إني لم أجئك لأسير