نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 251
و لحقت عبل، و هو عبل بن عوص بن آدم صنعاء قبل أن تسمى صنعاء، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبل فنزلوا موضع الجحفة، فأقبل سيل فاحتجفهم، فذهب بهم فسميت الحجفة.
و لحقت ثمود بالحجر، و لحقت طسم و جديس باليمامة، و لحقت بنو يقطن بن عامر باليمن فسميت اليمن حيث تيامنوا إليها. و لحق قوم من بني كنعان بالشام فسميت الشام حيث تشأموا، و كانت الشام يقال لها أرض كنعان [1].
و كانت العماليق في بلدان شتى، و كان منهم بالمشرق إلى عمان، و بالبحرين طائفة، و كان بالشام و مصر و مكة و المدينة و الحجاز و نجد منهم طائفة. و الطائفة التي كانت منهم بالشام يقال لهم «الكنعانيون» و كانوا أصحاب أوثان يعبدونها، و هم الجبابرة المعروفون.
و الطائفة التي كانت [2] بمصر يقال لهم «الفراعنة»، و منهم فرعون يوسف، و كان اسمه الريّان بن الوليد، و فرعون موسى و كان اسمه وائل بن مصعب.
و كان بمكة أيضا طائفة منهم، و كان سيدهم بكر بن معاوية، و هو الّذي نزل عليه وفد عاد حين ذهبوا يستسقون لعاد، و كان معاوية هذا نازلا بظاهر مكة خارجا من الحرم، و كان يتخذ منهم ناس يقال لهم: «بديل و راجل». فكان بالمدينة منهم بنو حف و سعد بن هزان و بنو مطر و بنو الأرزن، و كان ملك الحجاز منهم الملك الّذي يدعى الأرقم، و كان منزله تيماء، و كانت منازلهم المدينة إلى تيماء و إلى فدك.
و من الأحداث التي كانت بعد نوح عبادة الأصنام:
روى البخاري في إفراده من حديث ابن عباس، قال: ود، و سواع، و يغوث، و يعوق، و نسر أسماء قوم صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا في مجالسهم أنصابا و سموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد حتى هلك أولئك، و نسخ العلم فعبدت، و صارت تلك الأوثان في العرب بعد. أما ود فكان لكلب بدومة الجندل، و أما سواع فكان لهذيل، و أما يغوث فكان لمراد بني غطيف بالجرف، و أما
[1] إلى هنا الخبر في تاريخ الطبري 1/ 208، 209. و راجع مرآة الزمان 1/ 246.