والجواب : أنّ صيرورة اللفظ فانياً في المعنى غير معقولة ، إن قصّرنا النظر إليهما وقطعنا النظر عن لحاظ المتكلّم . وتوهّم : كونه في لحاظ المتكلّم كذلك ، وأ نّه يلاحظ اللفظ منظوراً به لا منظوراً فيه لايوجب امتناع جعله مرآتين .
ومن ذلك يظهر : فساد ما برهن به أيضاً على الامتناع ; من أنّ الوضع عبارة عن جعل الملازمة الذهنية بين اللفظ والمعنى أو ما يستلزمها ، فحينئذ يلزم من الوضع لمعنيين أن يحصل عند تصوّر اللفظ انتقالان مستقلاّن دفعة واحدة[ 2 ] .
وأنت خبير بما فيه ; إذ لم يقم البرهان على كون الاستقلال ـ بمعنى عدم وجود انتقال آخر معه ـ من لوازم الوضع .
وإن اُريد من الاستقلال ما يكون في مقابل الانتقال إلى معنى واحد منحلّ إلى اثنين ، كمفهوم الاثنين ; حيث يكون الانتقال إلى الواحد في ضمنه ففيه ـ مضافاً إلى عدم لزومه لو استعمل في واحد ، واُقيم قرينة عليه ـ أ نّا لا نسلّم امتناعه بل هو واقع ، كما سيجيء عن قريب إن شاء الله .