نام کتاب : ومن النّهاية كانت البداية نویسنده : باسل محمّد بن خضراء جلد : 1 صفحه : 142
تكون لنا النبوة والخلافة ، فإن الله عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهية ، فقال : ( ذلك بأنَّهُم كَرهُوا ما أنزَلَ الله فأحبَطَ أعمَالَهُم ) ...
فقال عمر : هيهات والله يا ابن عباس أبت والله قلوبكم يابني هاشم إلاّ حسداً لا يزول.
فقلت : مهلاً ... لا تصف بهذا قلوباً أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً[١] ، انتهى.
أقول : هذا الاعتراف كشف لي بصورة واضحة عقيدة هؤلاء ومستوى تفكيرهم ومشاعرهم نحو أهل البيت عليهمالسلام والرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتبيّن لي أن القوم كانوا يدبرون من قبل مرضه صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما بدأ يعلن بأحاديثه الخاصة والعامة خلافة الإمام علي عليهالسلام من بعده : كحديث الإنذار ، وحديث الطائر المشوي ، وحديث المنزلة ، والمباهلة ، والتطهير ، وآخرها حجة الوداع وبيعة الغدير.
ثم كيف يقول عمر : « قد اختارت قريش لنفسها فأصابت » ، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلا مُّبِيناً)[٢].
وباعترافه هذا دلّ على أن الترتيبات الإلهية والنبوية كافةً لا
[١] الكامل في التاريخ : ٣ / ٦٣ ، وغيره.[٢] الأحزاب : ٣٦.
نام کتاب : ومن النّهاية كانت البداية نویسنده : باسل محمّد بن خضراء جلد : 1 صفحه : 142