ابن تيمية ، كبير
الشام ، يتكلّم في الفنون ، إلاّ أنّ في عقله شيئاً! وكان أهل دمشق يُعظّمونه أشدّ
التعظيم ، ويعظهم على المنبر ، وتكلّم مرّة بأمرٍ أنكره الفقهاء ...
قال : وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم
الجمعة ، وهو يعِظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جُملة كلامه أنّ قال
: إنّ الله ينزِلُ إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجةً من المنبر »![١].
٢ ـ اعتقاده بأنّ الله تعالى في جهة
ومكان :
يقول في ردّه على كلام العلاّمة الحلّي
: « وكذلك قوله : « كلّ ما هو في جهة فهو محدث » لم يذكر عليه دليلاً ، وغايته ما
تقدّم أنّ الله لو كان في جهة لكان جسماً ، وكلّ جسم محدث ، لأنّ الجسم لا يخلو من
الحوادث ، وما لا يخلو من الحوادث فهو حادث.
وكلّ هذه المقدّمات فيها نزاع : فمن
الناس من يقول : قد يكون في الجهة ما ليس بجسم ، فإذا قيل له : هذا خلاف المعقول؟
قال : هذا أقرب إلى العقل من قول من يقول : إنّه لا داخل العالم ولا خارجه ، فإن
قبل العقل ذاك قبل هذا الطريق أولى ، وإن ردّ هذا ردّ ذاك بطريق أولى ، وإذا ردّ
ذاك تعيّن أن يكون في الجهة ، فثبت أنّه في الجهة على التقديرين » [٢].
وصريح كلامه في أنّ الله تعالى في جهة
ومكان.
٣ ـ إيمانه بقيام الحوادث بالله تعالى :
قال في ردّه على العلاّمة الحلّي : « وأمّا
قوله : « وأنّ أمره ونهيه وإخباره حادث ، لاستحالة أمر المعدوم ونهيه وإخباره » ، فيقال
: هذه مسألة كلام الله تعالى والناس فيها مضطربون ، وقد بلغوا فيها إلى تسعة أقوال
... » [٣].