فإن قلتم لنا : فقد قلتم بقيام الحوادث
بالربّ؟ قالوا لكم : نعم ، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل[١].
وقال : وقد ظنّ من ذكر من هؤلاء كأبي
علي وأبي الحسن بن الزاغوني أنّ الأُمّة قاطبة اتّفقت على أنّه لا تقوم به الحوادث
، وجعلوا ذلك الأصل الذي اعتمدوه ، وهذا مبلغهم من العلم.
وهذا الإجماع نظير غيره من الإجماعات
الباطلة المدعاة في الكلام ونحوه وما أكثرها ، فمن تدبّرها وجد عامّة المقالات
الفاسدة بينونتها على مقدّمات لا تثبت إلاّ بإجماع مدّعى أو قياس ، وكلاهما على
التحقيق يكون باطلاً[٢].
٤ ـ إيمان ابن تيمية بقدم نوع العالم :
قال ابن تيمية في معرض ردّه : « نحن
نقول : إنّه لم يزل مشتملاً على الحوادث ، والقديم هو أصل العالم كالأفلاك ، ونوع
الحوادث مثل جنس حركات الأفلاك ... وحينئذ فالأزلي مستلزم لنوع الحوادث لا لحادث
معيّن ، فلا يلزم قدم جميع الحوادث ولا حدوث جميعها ، بل يلزم قدم نوعها وحدوث
أعيانها ، كما يقول أئمّة أهل السنّة منكم : إنّ الربّ لم يزل متكلّماً إذا شاء
وكيف شاء » [٣].
٥ ـ إنّ الله تعالى يتكلّم بصوت وحروف :
قال ابن تيمية : « وأنّ الله تعالى
يتكلّم بصوت كما جاءت به الأحاديث الصحاح ، وليس ذلك كأصوات العباد ، لا صوت
القارئ ولا غيره ، وأنّ الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله
، فكما لا يشبه علمه وقدرته وحياته علم المخلوق وقدرته وحياته ، فكذلك لا تشبه
كلامه كلام المخلوق ، ولا معانيه تشبه معانيه ، ولا حروفه يشبه حروفه ، ولا صوت الربّ