نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 521
لأنّ الوجود الواجبي
في أعلى مراتب القوّة والتمام ، والوجود الممكني في أنزل مراتب الضعف والنقصان ، وإن
كان كلاهما موجوداً حقيقة ، وأحدهما خالق للآخر وموجد له.
فهذا في الحقيقة قول بكثرة الوجود
والموجود معاً ، نعم حقيقة الوجود واحدة ، فهو ممّا لا يستلزم الكفر والنجاسة بوجه
، بل هو مذهب أكثر الفلاسفة ، بل ممّا اعتقده المسلمون وأهل الكتاب ، ومطابق
لظواهر الآيات والأدعية ، فترى إنّه عليهالسلام
يقول : « أنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت الربّ وأنا المربوب » ، وغير ذلك من
التعابير الدالّة على أنّ هناك موجودين متعدّدين ، أحدهما موجد وخالق للآخر ، ويعبّر
عن ذلك في الاصطلاح بالتوحيد العامّي.
وإن أراد من وحدة الوجود ما يقابل
الأوّل ، وهو أن يقول بوحدة الوجود والموجود حقيقة ، وأنّه ليس هناك في الحقيقة
إلاّ موجود واحد ، ولكن له تطوّرات متكثّرة ، واعتبارات مختلفة ، لأنّه في الخالق
خالق ، وفي المخلوق مخلوق ، كما إنّه في السماء سماء ، وفي الأرض أرض ، وهكذا.
وهذا هو الذي يقال له توحيد خاصّ الخاصّ
، وهذا القول نسبه صدر المتألّهين إلى بعض الجهلة من المتصوّفين وحكي عن بعضهم
أنّه قال : ليس في جبّتي سوى الله وأنكر نسبته إلى أكابر الصوفية ورؤسائهم ، وإنكاره
هذا هو الذي يساعده الاعتبار ، فإنّ العاقل كيف يصدر منه هذا الكلام ، وكيف يلتزم
بوحدة الخالق ومخلوقه ، ويدّعي اختلافهما بحسب الاعتبار؟!
وكيف كان ، فلا إشكال في أنّ الالتزام
بذلك كفر صريح ، وزندقة ظاهرة ، لأنّه إنكار للواجب ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله حيث لا امتياز للخالق
عن المخلوق حينئذ إلاّ بالاعتبار ، وكذا النبيّ صلىاللهعليهوآله
وأبو جهل مثلاً متّحدان في الحقيقة على هذا الأساس ، وإنّما يختلفان بحسب الاعتبار.
وأمّا إذا أراد القائل بوحدة الوجود أنّ
الوجود واحد حقيقة ولا كثرة فيه من جهة ، وإنّما الموجود متعدّد ، ولكنّه فرق بيّن
بين موجودية الموجود ، وموجودية
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 521