نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 522
غيره من الماهيات
الممكنة ، لأنّ إطلاق الموجود على الوجود من جهة أنّه نفس مبدأ الاشتقاق.
وأمّا إطلاقه على الماهيات الممكنة ، فإنّما
هو من جهة كونها منتسبة إلى الموجود الحقيقي ، الذي هو الوجود لا من أجل أنّها نفس
مبدأ الاشتقاق ، ولا من جهة قيام الوجود بها ، حيث إنّ للمشتقّ اطلاقات : فقد يحمل
على الذات من جهة قيام المبدأ به ، كما في زيد عالم أو ضارب ، لأنّه بمعنى من قام
به العلم أو الضرب.
وأُخرى : يحمل عليه لأنّه نفس مبدأ
الاشتقاق ، كما عرفته في الوجود والموجود.
وثالثة : من جهة إضافته إلى المبدأ نحو
إضافة ، وهذا كما في اللابن والتامر ، لضرورة عدم قيام اللبن والتمر ببائعهما ، إلاّ
أنّ البائع لمّا كان مسنداً ومضافاً إليهما نحو إضافة وهو كونه بائعاً لهما صحّ
إطلاق اللابن والتامر على بائع التمر واللبن ، وإطلاق الموجود على الماهيات
الممكنة من هذا القبيل ، لأنّه بمعنى أنّها منتسبة ومضافة إلى الله سبحانه ، بإضافة
يعبّر عنها بالإضافة الإشراقية ، فالموجود بالوجود الانتسابي متعدّد ، والموجود
الاستقلالي الذي هو الوجود واحد.
وهذا القول منسوب إلى أذواق المتألّهين
، فكأنّ القائل به بلغ أعلى مراتب التألّه ، حيث حصر الوجود بالواجب سبحانه ، ويسمّى
هذا توحيداً خاصّياً.
ولقد اختار ذلك الأكابر ممّن عاصرناهم ،
وأصرّ عليه غاية الإصرار ، مستشهداً بجملة وافرة من الآيات والأخبار ، حيث إنّه
تعالى قد أطلق عليه الموجود في بعض الأدعية.
وهذا المدّعى وإن كان أمراً باطلاً في
نفسه ، لابتنائه على أصالة الماهية على ما تحقّق في محلّه وهي فاسدة ، لأنّ الأصيل
هو الوجود ، إلاّ أنّه غير مستتبع لشيء من الكفر والنجاسة والفسق.
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 522