نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 511
بعد هذه المقدّمة نقول : إنّ وجود الله
تعالى وجود غير مادّي ، فهو موجود في كُلّ مكان ، وفي كُلّ جهة ، قال تعالى : (وللهِ
الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ
اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[١].
أي إنّ الله تعالى يملك ما بين المشرق
والمغرب ، فله تعالى السلطة والقدرة على ما بينهما ، فأينما توجّهوا وجوهكم ، فهنالك
وجه الله ، أي لا يخلو منه تعالى مكان ولا جهة ، وقد وسع ذاتاً وعلماً وقدرة ورحمة
، وتوسعة على عباده ، وعليم بمصالح الكُلّ ، وما يصدر عن الكُلّ في كُلّ مكان وجهة
، ولا يخفى عليه خافية.
وقال تعالى : (وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[٢].
وجاء في « الاحتجاج » في ذيل هذه الآية
: (فقال ابن أبي العوجا : ذكرت الله فأحلت على الغائب.
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « ويلك! كيف يكون غائباً
من هو مع خلقه شاهد ، وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ، ويرى أشخاصهم ،
ويعلم أسرارهم »؟!
فقال ابن أبي العوجا : فهو في كلّ مكان
، أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟ وإذا كان في الأرض كيف يكون في
السماء؟
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : « إنّما وصفت المخلوق ،
الذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مكان ، وخلا منه مكان ، فلا يدري في المكان الذي
صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه ، فأمّا الله العظيم الشأن الملك الديّان
فلا يخلو منه مكان ، ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان
»)[٣].