نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 159
« الحمد لله الذي
تفرّد بالكمال ... وقدّم المفضول على الفاضل لمصلحة اقتضاها التكليف ، واختصّ
الأفضل من جلائل المآثر بنفائس المفاخر ... ».
فباعتبار أنّه يؤمن بأنّ علياً أفضل من
أبي بكر وعمر ، وأنّهما مفضولان ، فأصبح شيعياً باصطلاح المحدّثين ، لأنّ الأفضل
هو المقدّم ، فعلي عليهالسلام
هو المقدّم ، كأنّه لم يقدّم لمصلحة كما يقول ابن أبي الحديد فعليه يكون ابن أبي
الحديد شيعي باصطلاح المحدّثين الأوّل ، وهو من يقدّم علي عليهالسلام على الشيخين.
لكن ابن أبي الحديد لا يكون شيعياً
باصطلاح الثاني للمحدّثين وهو الإيمان بخلافة علي وبطلان خلافة غيره لأنّ ابن أبي
الحديد من المؤمنين بصحّة خلافة الشيخين والداعمين لها ، وهذا ما يذكره من أوّل
الشرح إلى آخره.
وكذلك لا يكون شيعي بهذا المعنى الحديث
وهو الإيمان بالإمامة ، وأنّ علياً إماماً وولده أئمّة فإنّه بين هذه العقيدة وبين
ما يؤمن كما هو واضح في شرح النهج بعد المشرقين.
فإذاً من يقول بأنّ ابن أبي الحديد شيعي
يغالط في ذلك ، فتصوّر السامع أنّ ابن أبي الحديد شيعي إمامي أو زيدي ، كما ينصرف
له هذا اللفظ عند السماع ، مع أنّ القائل يقصد مغالطة المعنى الذي يستخدمه
المحدّثون ، وهو تفضيل علي عليهالسلام
على الشيخين ، فانتبه لهذا ، ولا تكن في غفلة عنه ، لأنّ هذا حتّى السلفية لم
يفهموه بعد.
وأمّا الرواية التي وردت في « تاريخ
الطبري » ، فهي أيضاً ساقطة سنداً ، لكن اشتبه محقّق الكتاب فقال : والحديث ليس
بصحيح ، سنده محمّد بن عثمان بن صفوان ، ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ٦٤١ ،
وقال : « قال أبو حاتم : منكر الحديث » [١].