نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 158
وكذلك من يروي عنهم أبو بكر الجوهري ، فجميعهم
من أعلام السنّة لا الشيعة ، فكيف يحتجّ علينا بما يرويه أهل السنّة؟! إذ لابدّ أن
يكون الاحتجاج علينا بما يرويه الشيعة الإمامية لا غير.
وأمّا كون ابن أبي الحديد شيعي فهذه
مغالطة ، لأنّ التشيّع تارة يراد به تقديم علي بن أبي طالب على الشيخين ، وتفضيله
عليهما ، مع الاعتقاد بصحّة خلافتهما ، وبأنّهما من العدول المؤمنين ، وهذا يسمّى
تشيّع عند الذهبي[١]
، وكذلك عند الألباني في « سلسلة الأحاديث الصحيحة ».
وتارة يراد بالتشيّع هو الإيمان بخلافة
علي عليهالسلام
بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله
، وأنّه الخليفة الشرعي ، وغيره باطلة خلافته ولا تصحّ ، وهذا يسمّى رفضاً عند
جميع أهل الحديث من أهل السنّة ، وخصوصاً السلفية ، كابن حجر والذهبي والألباني والغماري
، وغيرهم.
وعندنا استعمال معاصر لمعنى التشيّع حصل
نتيجة كثرة الاستعمال أو الوجود الخارجي ، وهو أن يكون الشيعي مساوي للإيمان
بإمامة علي وولده المعصومين عليهمالسلام
، والاعتقاد ببطلان خلافة غيرهم.
فهذه استعمالات ثلاثة ، فمن يقول بأنّ
ابن أبي الحديد شيعي يغالط في ذلك ، إذ تشيّع ابن أبي الحديد باصطلاح المحدّثين
بالمعنى الأوّل وهو من يقدّم علي على الشيخين حيث إنّ المعنى الأوّل عند المحدّثين
للشيعي هو تقديم علي على الشيخين خلافاً لابن حجر العسقلاني حيث عنده تقديم علي
على معاوية يعني التشيّع وأمّا تقديمه على الشيخين فهو الرفض الذي يذمّ صاحبه
ذمّاً شديداً ، بحيث لا تصحّ روايته ، وهو مبتدع.
وأمّا من يقدّم علي على معاوية فغالباً
مطعون فيه لأنّ ابن أبي الحديد يؤمن بأنّ علياً عليهالسلام
أفضل من أبي بكر وعمر ، إذ قال في أوّل خطبة نهج البلاغة :