نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 622
ومن سورة الحجرات
٧١١ ـ أما قوله تعالى : ( وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) [٢] فإنه يدل على أن ثواب الإنسان ينحبط بما يستحقه من العقاب على الكفر والفسق ، على ما نذهب إليه فى الإحباط والتفكير ، وذلك يبطل قول من ينفى ذلك من المرجئة.
٧١٢ ـ وقوله تعالى : ( وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) [٧] فانه يدل [١] على أمور : منها : انقسام المعاصى إلى هذه الأقسام الثلاثة ، وأن كل قسم منها يتميز عن صاحبه ، فلا يكون داخلا فى جملته ، فقد تكون المعصية من باب الفسق خارجة من باب الكفر ، وقد تكون معصية صغيرة خارجة عن البابين جميعا. وهذا يبطل قول من يقول إنه ليس فى المعاصى صغائر ، وقول من لا يثبت الفاسق بالإطلاق إلا الكافر.
ومنها : أنه يدل أنه يحب من جميع المكلفين الإيمان ، ويكره منهم ضده من الوجوه الثلاثة ، لأنه لم يخص فى الخطاب مكلفا من مكلف ، ولا يجوز أن يكون محببا إليهم إلا ما يريده منهم ، ولا يجوز أن يكره إليهم إلا ما يكرهه ، والمحبة المذكورة لا يجوز أن تكون الشهوة ، لأن المؤمن لا يشتهى ما يفعله من الإيمان لكونه شاقا عليه ، وإنما يشتهى المرء ما يتلذذ به ويسر.
فاذا صح ذلك ، وجب أن يكون المراد به الإرادة ، وقد علمنا أن الإرادة تقع من المؤمن على طريق الاختيار لا على طريق الاضطرار. فالمراد إذن بالكلام أنه فعل ما عنده أحب المؤمن الإيمان ؛ من الأمر والوعيد والترغيب.
[١] فى الأصل : فإنها تدل. ولا وجه للحديث عن (الآية).
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 622