نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 528
ومن سورة الفرقان
٥١٥ ـ مسألة : قالوا : ثم ذكر تعالى فيها ما يدل على أنه الخالق لكل شيء والمقدّر له ، فقال : ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً )[١].
والجواب عن ذلك قد تقدم فى سورة الأنعام [٢] ، وبينا أن ذلك لا يدل على خلقه أفعال العباد ؛ « من جهات ، وأن ظاهره فى اللغة يقتضى أنه قد قدّر كل شيء ، وذلك مما لا نأباه فى أفعال العباد [٣] ، لأنه تعالى قد قدّرها وبينها. ودللنا على أن ظاهر التقدير فى اللغة ليس هو الخلق ، ولا يفيد ذلك أن المقدّر من الفعل المقدور ، وبينا ذلك بقول الشاعر :
وبعض القوم يخلق ثم لا يفرى
فأثبته خالقا ونفى عنه القطع الذى هو الفعل.
وقوله تعالى فى هذه الآية : ( فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ) يدل على أن هذا هو المراد بالخلق ، على ما ذكرناه.
وبعد ، فإن التقدير إنما يصح فى الأجسام ؛ لأنها التى يظهر فيها اختلاف الأشكال « ولذلك كثر [٤] ذكر الخلق فى الأديم دون غيره. فإذا صح ذلك وجب حمل الآية على أنه خلق الأجسام وقدّرها على ما أراده ، ولهذا ذكر هذا عقيب قوله : ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) فأراد أن يدل على أنه المختص بالأمور التى توجب العبادة ، ليبين أنه لا إله سواه ، ولذلك قال بعده :
[١] من الآية : ٢ والآية بتمامها : ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ). [٢] انظر الفقرة : ٢٢٠. [٣] ساقط من د. [٤] ساقة من د.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 528