نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 529
( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ) [٣] وإنما يتعلق الأول به متى حمل على ما ذكرناه ولذلك قال ( لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ )[١] منبها بذلك على أن ما ادعوه إلها لا يصح منه الخلق ، وكل ذلك واضح.
٥١٦ ـ مسألة : قالوا : ثم ذكر تعالى ما يدل على أنه يبقيهم ويريد منهم المعاصى والعدول عن الطاعة ، فقال : ( وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً )[٢].
والجواب عن ذلك : أن ظاهره يؤذن بأنهم بعد ذلك نسوا الذكر ، ولا يدل على أنه تعالى متّعهم لأجل ذلك ، بل الدلالة دلت على أنه يبقيهم لكى يطيعوا!
وبعد ، فلو حملناه على ظاهره لم ينفعهم ، وذلك أن النسيان عندنا من فعل الله ، فلا يمتنع أن يقال إنه أراد أنه أبقاهم البقاء [٣] الطويل حتى آل الأمر بهم إلى أن نسوا ، وإلى أن زال عنهم التكليف ، ولم يتلافوا ما كان منهم ، زاجرا بذلك المقدم على هذا عن ترك التوبة ، مرغبا له فيها.
٥١٧ ـ وقوله تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً ) [٢١] يدل على نفى الرؤية ؛ لأنه تعالى عظّم هذا القول من قائله ، ولو كانت الرؤية جائزة ، لم يجب ذلك فيه ، وقد بينا القول فى نظير ذلك من قبل [٤].
[١] من تتمة الآية الثالثة. [٢] من الآية : ١٨. [٣] ساقطة من د. [٤] انظر الفقرة : ١٧٨.
(م ـ ٣٤ متشابه القرآن).
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 529