نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 521
ومن سورة النور
٥٠٤ ـ دلالة. وقوله تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ) [٢] يدل على ما نقوله فى الوعيد ، من جهات : أحدها : أن الزنا لو لم يكن كبيرة مزيلة لثواب فاعلها لم يكن ما يلزمه من الحد عقوبة له ، وذلك يدل على أنه من أهل النار ، لأنه لا يجوز أن يستحق العقوبة فى الدنيا وما معه من الإيمان قد أزال عقاب الآخرة ؛ لأن كل ما أزال العقاب يجب أن يزيل جميعه ، كالتوبة ، وكان يجب أن لا يحد إلا امتحانا! ولو كان كذلك لم يوصف حده بأنه عذاب ، وكان يجب ، لو لم يكن كذلك على جهة العقوبة ، أن يجوز أن يرأف [١] به ، فلما منع من ذلك و [٢] أوجب أن يستخف به ، دل ذلك على بطلان هذا القول!
٥٠٥ ـ وقوله تعالى من بعد : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ، وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) [٤] يدل على أن رمى المحصنات من الكبائر ، على ما قدمناه.
ويدل أيضا على أن فاعله فاسق إن لم يتب ، وبين أن المؤمن التائب لا يكون فاسقا وإلا كان يجب ، وإن تاب ، أن يكون بهذه الصفة ، وكان لا يصح لهذا الاستثناء معنى!
٥٠٦ ـ وقوله تعالى : ( إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [٥] يدل على أن المغفرة للتائب تختصه متى صلح واستقامت طريقته ، ولو كان مرتكب الكبائر يجوز أن يغفر له لكانت التوبة فى المغفرة كافية.