نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 522
ويدل ذلك على بطلان قولهم فى الشفاعة ؛ لأنه لو غفر له بشفاعته عليهالسلام لم يتعلق غفرانه بالتوبة والصلاح [١].
٥٠٧ ـ مسألة : قالوا : ثم ذكر بعده ما يدل على أن القبيح قد يكون حسنا وخيرا من الله تعالى ، فقال : ( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) [١١].
والجواب عن ذلك : أن ظاهره يوجب أن [٢] الإفك والكذب هو خير لمن يفعل به وليس بشر ، وهذا مما لا يطلقه أحد من الأمة ، فلا بد للجميع من أن يتأولوه ، وإذا تنازعوا التأويل فقد زال الظاهر.
ولو لا أن الأمر كذلك لوجب أن يكون من جاء بالإفك يحمد على ما فعل ؛ لأنه قد فعل بمن رماه الخير ، وهذا يوجب كونهم محسنين إلى النبى صلى الله عليه ، وهذا كفر من قائله! ولو كان كذلك لم يحتج إلى إنزال الآيات فى تكذيبهم!
« فإذا صح ذلك [٣] فيجب أن يكون المراد بالآية أن ما فعلوه ، بما حصل عنده الصبر على ما ورد على القلب من الغم ، وعظم الثواب فى ذلك ، أو العوض ، كان ذلك خيرا كثيرا. ونبه تعالى بذلك على أنه « لما بين [٤] من حالهم الكذب لم يكن لقولهم تأثير البتة ، فصار وجوده كعدمه ، وزال الشر فصار الخير مشتملا حاصلا ، وهذا بين.
٥٠٨ ـ وأما قوله تعالى : ( يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ
[١] ف : والإصلاح. [٢] ساقطة من د. [٣] ساقط من ف. [٤] د : لما لم يكن.
نام کتاب : متشابه القرآن نویسنده : القاضي عبد الجبار جلد : 1 صفحه : 522