نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 166
ذلك للناس؛ «فإنهم لا يعلمون من زكاة الفطرة الواجبة شيئا» [1].
كان هذا هو حال البصرة، التي مصّرت في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، فإن أهلها لا يفهمون حتى لغة الشريعة، و لم يعرفوا عن زكاة الفطرة شيئا، رغم أن من المفروض أن يكون ذلك من البديهيات، فما ظنك بعد هذا بأولئك الذين تفتح بلادهم، و يعلنون إسلامهم، و هم عشرات الألوف، و ليس لديهم من يعلمهم، و لا من يدلهم و يرشدهم؟
و قد كانت لا تزال تضاف إلى الممالك الإسلامية مناطق واسعة، و بلاد شاسعة، مملوءة بالسكان، دون أن يتصدى لتعليمهم و تثقيفهم أحد من الناس.
2-و قد كان جيش بأكمله من هؤلاء الفاتحين للبلاد، و المفترض أنهم هم حملة الإسلام إلى سائر الأمم التي تخضع لهم، و تقبل ببسط سلطتهم- إن هذا الجيش-لم يكن فيه أحد يعرف: أن الوضوء على من أحدث، حتى بعث قائدهم، أبو موسى الأشعري من ينادي فيهم بذلك [2].
مع أن أمر الوضوء من أوضح الواضحات، و يمارسه كل أحد كل يوم عدة مرات.
فإذا كان هؤلاء يجهلون ذلك، فما ظنك بالناس الذين يفترض فيهم أن يأخذوا أحكام دينهم و عباداتهم من هؤلاء الجهلة بالذات، و هم المعلمون و الأساتذة، و المربون لهم؟ ! ! .