نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 137
المجال، فقد اتجه الحكام نحو استحداث طريقة جديدة، من شأنها أن تشغل الناس، و تملأ فراغهم، و توجد حالة من الطمأنينة لديهم، مع ما تقدمه لهم من لذة موهومة، و لكنها محببة.
مع الاطمئنان إلى أن هذه الطريقة لا تؤدي إلى إحراج الحكام في شيء، بطرح أي من الأمور الحساسة، التي لا يريدون التعرض لها، أو المساس بها.
و هذه الطريقة هي السماح بالقصص لمسلمة أهل الكتاب، من الأحبار و الرهبان، حيث ينشرون في الناس ما شاؤوا من أساطير و ترهات، و يذهبون بأوهام الناس و خيالاتهم في آفاق الخواء و الهباء، ثم يقذفون بها في أقبية الأحلام الصفيقة، أو في أغوار النسيان العميقة و السحيقة.
و أهل الكتاب هم أجدر و أبرع من تصدى لهذا الأمر، و أولى من حقق الغاية المنشودة؛ لأن العرب كانوا إلى عهد قريب يحترمونهم، و يثقون بهم و بعلمهم، و لم يتسنّ للإسلام-رغم ما قام به من جهود-أن ينتزع هذه النظرة التي لا تستند إلى أساس موضوعي من النفوس المريضة أو الضعيفة.
و قد قام أحبار أهل الكتاب بالمهمة التي أوكلت إليهم خير قيام، و حققوا كل أهداف الحكم و الحاكمين، و أهدافا أخرى كانوا هم أنفسهم يسعون إليها، و يعملون ليل نهار في سبيل الوصول و الحصول عليها.
و إذا كانوا في السابق يعملون في السر و الخفاء، فها هم اليوم يمارسون نشاطهم جهرا و بطلب من الحكم القائم بالذات.
إعطاء الشرعية:
و قد مارسوا نشاطهم و دورهم هذا في ظل قرار رسمي حكومي، يقضي باحتلال أهل الكتاب للمساجد، و أولها مسجد الرسول الأعظم
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 137