responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته نویسنده : محمد أمين زين الدين    جلد : 1  صفحه : 137

اجتماعية قاهرة لا محيد من أن تطبق ولا سبيل لأن تخالف ، وأصبح المحيط الاجتماعي قوة صارمة لتنفيذها والرقابة الشديدة على مخالفتها واصبح الفرد مطالباً بالطاعة العمياء لها ، لانها مما يفرضه مجتمعه ولا يجيز له التسامح فيه ، ولم تعد بعد مجالا للتفكير لتقبل أو ترفض مع دعوة البرهان ، ولا موضعاً للخيرة لتطاع أو تعصي بمحض ارادة. وتفقد موازين الصحة ، وتلتبس امارات الحق وتنتفي فائدة التدين.

وقد عني واضع هذه الشبهة أن يلبسها أردية فضفاضة ، وأن يقيمها على أسس من علم النفس وعلم الاجتماع فطول ومدد. وما ذكرناه خلاصة وافية بمراده وهي على مازوقت لها من عبارة وبذل في تركيزها من جهد لاتبلغ بقائلها مايريد.

لاتبلغ به ما يريد في دين لايقبل الايمان الاعمى والخضوع الأبله ، ولا يقيم لهما وزناً ولا يدخلهما في حساب.

ولا تبلغ به ما يريد في دين لايرتضي العقيدة حتى تمكن لها الحجة ولا يحفل بالعمل حتى يمحضه الاخلاص ، ولا يعبأ بالايمان حتى يغرسه وينميه الاختيار الحر.

ولا تبلغ به ما يريد في دين ينشر دلائله في كل صوب ويكشف حقائقه لكل ناظر ، ويتيح الفرصة الكافية لكل متأمل.

والإسلام حين يمتلك المجتمع ويستمكن فيه روحه وتسيطر عليه تعاليمه لابد وأن يطبع الروح الاجتماعي العام بطابعه ، ولابد وأن يقفه عند حدوده ، فلا يخدش حرية الفكر ، ولا يهدر حقوق الفرد ، ولا يضيع حرمة الاختيار.

نام کتاب : الاسلام ينابيعه مناهجه غاياته نویسنده : محمد أمين زين الدين    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست