نام کتاب : أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 69
نعم : كان أبو ذر رضياللهعنه في تلك الفترة ، قد اتخذ الشام وجوارها مقرا له ، وقد كان يقوم بدوره الرسالي فيها على أكمل وجه. هذا ما يستفاد من بقية النصوص والروايات في هذا الصدد.
جاء في رواية البلاذري :
« وقال عثمان يوما : أيجوز للامام أن يأخذ من المال ؟ فاذا أيسر قضى ؟
فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك.
فقال أبو ذر : يابن اليهوديين ، أتعلمنا ديننا !؟
فقال عثمان : ما أكثر أذاك لي ، وأولعك بأصحابي !؟ إلحق بمكتبك ! وكان مكتبه بالشام ، إلا أنه كان يقدم حاجا ، ويسأل عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيأذن له في ذلك .. » [١].
وكلمة « مكتب » هنا ، تعني : مركز تجمع كتائب الجيش الاسلامي ، والرواية صريحة في كون إقامته بالشام لم تكن قسرا.
ويؤيدها ، ما جاء في تأريخ ابن الأثير ، قال في حوادث سنة ٢٣ :
« وفيها غزا معاوية الصائفة ( الروم ) ومعه عبَّادة بن الصامت ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو ذر .. »
وقال في حوادث سنة ٢٨ :
« كان فتح قبرس على يد معاوية .. الى أن قال : ولما غزا معاوية هذه السنة ، غزا معه جماعة من الصحابة ، فيهم أبو ذر .. » [٢] الخ.
[١] الغدير ٨ / ٢٩٣ نقلا عن الانساب ٥ / ٥٢ / ٥٤. [٢] الكامل ٣ / ٧٧ و ٩٥.
نام کتاب : أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 69