نام کتاب : أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 68
ـ نظرا لجرأته وصراحته ـ دفعت به الى الاقامة فيها أثناء خلافة عمر بن الخطاب.
إن من يتتبع سيرة أبي ذر ، يجد أن هذه الشخصية الفريدة ، يكتنف مسارها الغموض والتعتيم من الفترة ما بين خلافة عمر الى خلافة عثمان ، فلاحديث ، ولارواية ، ولا أي شيء يتعلق به في تلك الفترة ، ! مع كونه من المبرزين الأول في الاسلام ، دينا ، وفضلا ، وعلما ، فهو لم يكن مسلما عاديا يقرن بعامة المسلمين ، بل كان من خيرة خيرتهم ، ممن نوَّه رسول الله (ص) بفضلهم ، وممن حازوا قصب السبق في مجالي الدين والعلم ، ويكفي قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه : « ما تقل الغبراء ، ولا تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر ، شبيه عيسى بن مريم »[١].
وحديث علي عليهالسلام فيه: « وعاء ملئ علما ، ثم أوكأ عليه » [٢].
إن التعتيم الاعلامي على مسار أبي ذر (رض) في تلك الفترة ، ربما لم يكن مقصودا ، ولكنه يؤكد تأكيدا كاملا على أنه كان بعيدا عن مركز الخلافة ، أعني : المدينة المنورة ـ عاصمة العالم الاسلامي ـ آنذاك.
كما أنه لم يكن في تلك الفترة في موطنه الاصلي ، أعني منازل قومه بني غفار ، لأن النصوص لا تشير الى ذلك البتة.
اذن : أين كان أبو ذر في تلك الفترة ؟.
الشواهد التأريخية كلها ساكتة عن وجوده في أي بلد ، ما عدا الشام.
[١] المستدرك مع التلخيص م ٣ / ٣٤٢. [٢] الغدير ٨ / ٣١١ نقلا عن أسد الغابة ٥ / ١٨٦ وشرح الجامع الصغير ٥ / ٤٢٣ وفي الاصابة / ٤ ص ٦٤.
* الوكاء ـ ما يشد به الكيس ، والمقصود هنا ربما يكون هو أن علم أبي ذر مما لا يطيقه الناس ولا تتحمله عقولهم فلذلك أخفاه عنهم.
نام کتاب : أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 68