إشارة لما ورد في القرآن الكريم بشأن الذات الإلهية المقدسة «فالق الحب والنوى»[1] التي تتضمن أهم خلق الله سبحانه ألا وهو خلق الحياة. وقوله
عليه السلام
«برء النسمة»
إشارة لخلق الإنسان والروح الذي أشار له القرآن الكريم بقوله «فتبارك الله احسن الخالقين»[2] فهو يتضمن القسم باهم أعمال خالق الوجود
للدلالة على أهمية الأمر الذي يريد التحدث عنه.
و قوله عليه السلام
«لولا حضور الحاضر»
في إشارة إلى حضور الحاضرين بالبيعة له، وإن ذهب البعض إلى أنّ المراد
بالحاضر ذات البيعة والذي لا يختلف كثيرا والمعنى الأول.
أمّا القول بأنّ المراد حضور الله أو حضور الزمان الذي تنبئ به الرسول الكريم
صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام فهو مستبعد جداً، وإن أورده بعض الفضلاء
كتفسير لتلك العبارة. على كل حال فان هذه العبارة تتحد في المعنى مع قوله عليه
السلام:
«و قيام الحجة بوجود الناصر»
لتشير كلاهما لاتمام الحجة عليه عليه السلام في أن ينهض بالأمر بعد توفر
العدّة من الأصحاب والبيعة امّا قوله عليه السلام
«لالقيت حلها على غاربها»
فهو كناية عن الانصراف عن الشيء، حيث جرت العادة أن يطرح زمام الناقة على
ظهرها إذا لم يكن هناك من حاجة إليها في عمل.
و قوله عليه السلام:
«لسقيت آخرها بكأس أولها»
كناية عن الصير على الأمر وتركه كما صبر عليه ازاء الخلفاء الثلاثة
فتن تحل بهم وهن
شوارع
تسقى آواخرها
بكأس الأول
[3]. إلّاأنّ الإمام عليه السلام يرى نفسه ملزما بالنهوض بالأمر والتصدي للخلافة
لسيين: أحدهما وجود الناصر الذي يتمّ الحجة عليه بالقيام من جانب، والثاني العهد
الذي أخذه الله على العلماء بالقيام بالأمر إذا ما غيبت العدالة واستفحل الظلم
وضيعت الحقوق
«لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود
الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلموم».