يبيّن الإمام عليه السلام الأسباب التي دعته إلى قبول البيعة والأهداف التي
يتوخاها من الخلافة، كما يشير إلى أنّ هذه الخلافة والامرة لا تعدل عنده شيء
لولا تلك الأهداف الكبرى.
فقال عليه السلام
«أمّا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، [1] لولا حضور
الحاضر [2]،
وقيام الحجة
بوجود الناصر، وما أخذ الله على العماء أن لا يقاروا [3] على كظة [4] ظالم، ولا سغب [5]
مظلموم، لا لقيت حبلها على غاربها [6]، ولسقيت آخرها بكأس أولها».
[1] «نَسَمَة» في الأصل بمعنى هبوب
الرياح بشكل هادىء، وتستعمل أحيانا للاشارة إلى التنفس، ويُطلق أحياناً على
الانسان، فيقال «نَسَمَة، أما المقصود بها في بحثنا هذا فهو «الانسان» أو «الروح».
[2] «حاضر» بمعنى حضور الشخص أو
الشئى، وقال أرباب اللغة آنهاتأتي بمعنى القبيلة والطائفة الكبيرة، ولعلها وردت
هنا بهذين المعنيين.
[3] «لايقاروا» من مادة «قرار» بمعنى
السكون، وعليه فالمراد بالعبارة أن لا يسكتوا ولا يسكنوا.
[4] كظة ما يعتري الاكل من الثقل
والكرب عند امتلاء البطن بالطعام، والمراد استئثار الظالم بالحقوق.
[5] «سغب» تعني الجوع، و لذلك يقال
«ذو مسغبة على القحط» و ورد في القرآن «أو اطعام في يوم ذي مستغبة» و جاءت في
كلام الامام عليه السلام كناية عن هضم حقوق المظلومين.