responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 263

فالواقع أنّ كلام الإمام عليه السلام تحذير لكافة علماء في ممارسة مسؤوليتهم في تشكيل الحكومة وبسط العدل والقسط في ربوع المجتمع وعدم السكوت والتخاذل في حالة توفر هذه الأسباب.

ويخطى‌ء كل أولئك الذين يرون وظيفتهم إنّما تقتصر على‌ إقامة الشعائر العبادية كالصوم والصلاة والحج والزكاة إلى‌ جانب الإتيان بالمستحبات. فبسط العدل والقسط والدفاع عن المظلوم والقيام بوجه الظالم تعدّ من جوهر الوظائف الإسلامية لهؤلاء العلماء.

ثم يقول عليه السلام:

«و لا لفيتم‌ [1] ديناكم هذه أزهد عندي من عفطة [2] عنز».

وبالالتفات إلى‌ ما ورد في صحاح اللغة من أن العفطة تعني الماء الذي يترشح من أنف الشاة (أو العنز حين العطسة) تتضح مدى‌ تفاهة الدنيا- التي تحظى بفائق الأهمية لدى أهلها- عند علي عليه السلام، فما قيمة العنز فضلا عن ماء أنفها والحق ان مثل هذه التعبيرات قد تبدو غريبة بالنسبة لُاولئك الذين لا يعرفون شخصية علي عليه السلام؛ إلّاأنّ هذه الغرابة ربّما تزول بأدنى نظرة إلى‌ سيرته عليه السلام وحياته التي عاشها.

قال السيد الرضي (ره) في ذيل الخطبة.

«قالوا وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه هذا الموضع من خطبته فناوله كتاباً- قيل أنّ فيه مسائل كان يريد الإجابة عنها- فاقبل ينظر فيه (فلما فرغ من قرائته) قال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين لو أطردت خطبتك من حيث أفضيت.

فقال: «هيهات يا بن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرّت» قال ابن عباس فو الله ما اسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام ألا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث يريد».

أمّا التعبير بأهل السواد فهو إشارة إلى‌ المناطق الغنية بالزرع والأشجار التي تبدو من بعيد سوداء، لأنّ اللون الأخضر يتركز من بعيد ليميل إلى‌ السواد، ولما كان هل الحجاز ألفوا الأرض اليابسة الخالية التي يصصطلح عليها بالبياض فانّهم إذا ما انطلقوا نحو العراق المخضر بفضل‌


[1] «ألفيتم» من مادة «الفاء»، بمعنى وجدتم ورأيتم.

[2] عفطة العنز: ما تنثره من أنفها، واكثر ما يستعمل ذلك في النعمة وإن كان الأشهر في الاستعمال بالنون «النقطة».

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست