responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 179

وأفضل ما خزن»

. والواقع هو أنّ الفوائد والآثار التي وردت في العبارات السابقة إنّما تتعلق بهذا العالم، بينما ترتبط الفوائد الواردة في العبارتين الاخيرتين بالعالم الآخر وزاد المعاد يوم القيامة، وهكذا يكون حمد اللَّه والثناء عليه سبب النجاة في الدنيا والآخرة، وما أروع عبارات الإمام عليه السلام المقتضية التي تضمنت تلك المعاني العميقة. فلا يبدو من العبث أن يصرح ابن أبي الحديد حين يتناول بالشرح هذه الخطبة فيذهل للكنايات والبديع وعذوبة التعبير الذي تضمنته عبارات الإمام عليه السلام قائلًا:

«فسبحان من خصه بالفضائل التي لا تنتهي السنة الفقهاء إلى وصفها وجعله إمام كل ذي علم وقدوة كل صاحب خصية».

ثم يتطرق عليه السلام إلى الشهادة بالوحدانية بصفتها تشكل مصدر جميع الفضائل والكمالات:

«واشهد ان لا إله إلّااللَّه وحده لا شريك له»

وتمسك الإمام عليه السلام بالتوحيد على أنه دعامة كافة العقائد والأفكار الطاهرة والأعمال الصالحة من جانب، ومن جانب آخر ليلتفت من يرى الوهيته عليه السلام إلى خطأ إعتقاده. ثم يضيف الإمام عليه السلام بأنّ شهادته هذه شهادة حقيقية تستند إلى الاخلاص والتقوى وليست لقلقة لسان‌

«شهادة ممتحنا [1] اخلاصها معتقداً مصاصها [2]».

فهى شهادة حقة دائمة مادامت الحياة مدخرة حيث الأهوال والخطوب‌

«نتمسك بها أبداً ما أبقانا وندخرها لاهاويل‌ [3] ما يلقانا».

فالإمام عليه السلام يعلن عن عمق إيمانه وإذعانه بحقيقة التوحيد في كافة شؤون الحياة وعلى جميع المستويات؛ الحقيقة التي تجسدت في سيرته عليه السلام والمشهودة في كافة جوانب حياته حتى لم يتطرق الشرك إليه طرفة عين، فلم يسجد لصنم قط وكانت سكناته وحركاته في ظل التوحيد البعيد عن أدنى شرك خفي. ثم يذكر عليه السلام أربعة دعائم لهذا الركن الركين في الإسلام‌

«فانها عزيمة الإيمان وفاتحة الاحسان ومرضاة الرحمن ومدحرة [4] الشيطان».


[1] «ممتحن» من مادة «محن» على وزن وهن بمعنى الاختبار والامتحان، إلّاانّ بعض أرباب اللغة قالوا أصلها استخراج التراب حين حفر البئر.

[2] «مصاص» من مادة «مص» على وزن نص بمعنى التذوق والامتصاص ومن هنا اصطلح بالمصاص على عصارة الشي‌ء الممتص حين وروده بدن الإنسان.

[3] «الأهاويل» جمع أهوال «وهول» بمعنى الخشية والخوف.

[4] «مدحرة» من مادة «دحر» بمعنى الطرد والابعاد.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست