. لابدّ من الالتفات هنا إلى أنّ مفهوم الحمد أشمل من الشكر، وبعبارة اخرى
فانّ الشكر ممزوج بالمدح وهذا يدعو من جانب لاستزادة النعم الإلهية كما قال
سبحانه:
ويشكل القيام بوظيفة العبودية من جانب آخر وهذا هو التسليم مقابل عزة اللَّه وأخيراً
يوجب عنايات اللَّه وألطافه الغيبية في حفظ الإنسان وعصمته من الذنوب والمعاصي. ثم
يستعين عليه السلام باللَّه بعد حمده والثناء عليه موعزاً ذلك إلى حاجته إليه
سبحانه وعدم غناه عنه
«واستعينه فاقة إلى كفايته»
. أجل إذا رأى العبد نفسه محتاجاً لتلك الذات الغنية وصاحب الكمال المطلق فانه
يلجأ إلى الحق سبحانه ليشمله بفضله ورحمته ويعينه في كافة شؤون حياته. آنذاك يشير
إلى دليل آخر لهذه الاستعانة فيقول:
«انّه لا يضل من هداه ولا يئل [5] من عاداه ولا
يفتقر من كفاه»
. نعم فقدرته على درجة من القوة والعظمة بحيث لا يسع أحد الوقوف أمامها، وإن
علمه ثاقب ليس للخطأ من سبيل إليه. وهناك إحتمال أيضاً أنّ الدوافع الثلاث دليل
آخر على الحمد والثناء ودليل على الاستعانة أيضاً.
ثم يشير في آخر العبارة إلى دليل آخر يوجب الحمد للَّهوالثناء عليه
«فانه أرجح ما وزن
[1] «استتمام» قد تعني الاتمام أو
المطالبة بالاتمام، وقد أريد بها هنا المعنى الثاني ويؤيد ذلك الجملة اللاحقة.
[2] «استسلام» بمعنى الانقياد
والتسليم، وعناها بعض اللغويين بموافقة الظاهر للباطن بالنسبة للشيء والانقياد من
لوازمها.
[3] «استعصام» بمعنى المطالبة والحفظ
ودفع الامور المكروهة.