responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 125

«مُهِينٌ» [1]، ومن جانب آخر فانّ وجود الشيطان يشكل اختباراً وامتحاناً ضخماً للناس، وبعبارة اخرى فانّه يمثل جسر الأفراد المؤمنين نحو السمو والتكامل- لأنّ وجود هذا العدو المقتدر بالنسبة للمؤمنين الذين يرومون انتهاج سبيل الحق ليس فقط لايستبطن أي ضرر فحسب، بل سيكون وسيلة للتسامي والتكامل؛ حيث إننا نعلم بأنّ السمو والتكامل إنّما يتمّ عادة في ظل التضاد وإذا ما رأى الإنسان نفسه أمام عدو شرس فانه سيوظف كافة طاقاته وقدراته ونبوغاته، وبعبارة اخرى فان وجود هذا العدو القوي سيؤدي بالإنسان إلى ممارسة مزيد من الحركة والجهد؛ الأمر الذي يقوده بالتالي إلى السمو والرقي والتكامل. بينما لايزيد هذا الأمر مرضى القلوب والآثمين المنحرفين سوى‌ انحرافاً وبؤساً وشقاءً، والحق أنّهم استحقوا ذلك بما كسبت أيديهم: «لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ» فالهدف هو أنّ اللَّه يختبر اولئك القاسية قلوبهم وفيها مرض بالقاءات الشيطان، «وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ» [2].

سؤال:

كيف كانت شبهة ابليس بالتعزز بخلقة النار فيرى نفسه أفضل من آدم وبالتالي يعترض على حكمة اللَّه؟

ونقول في الجواب أنّ حب الذات والغرور تعدّ من أضخم الحجب التي تحول دون رؤية الحقائق والواقعيات؛ وهذا ما حصل لابليس، فلم يدفعه ذلك إلى التمرد والعصيان فحسب، بل اعترض على الحكمة الإلهية ليجعل ذلك حجة احتج بها في شرف عنصره على عنصر آدم، فكيف أسجد لهذا الموجود الذي خلقته من طين بينما خلقتني من النار، فقد ذهبت به الظنون إلى أفضلية النار على التراب، بينما لا يخفى أنّ التراب ينبوع مختلف الخيرات والبركات ومصدر جميع المواد الحيوية والمهمة والوسيلة الرئيسية لمواصلة الحياة، كما يضم في طياته أنواع المعادن والفلزات والجواهر وليس النار كذلك. صحيح أنّ النار والحرارة تعتبر من سائر الوسائل‌


[1] سورة آل عمران/ 178؛ سورة الروم/ 41.

[2] سورة الحج/ 53- 54.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست