responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 126

الحياتية الضرورية، لكن ممّا لاشك فيه أن الدور الأساسي إنّما تقوم به المواد الموجودة في التراب والنار ليست سوى وسيلة من أجل تكامل هذه المواد.

لقد صرّحت بعض الروايات‌ [1] أنّ وحدة من أكاذيب ابليس هو زعمه بأنّ النار أفضل من التراب، والحال إننا نعلم بأنّ النار عادة ما تتولد من احتكاك الأشجار أو من المواد الدهنية وانّ أصل الأشجار هو التراب، كما أنّ الدهون النباتية والحيوانية إنّما تستخرج بواسطة من الأرض. أضف إلى ذلك أنّ امتياز آدم لم يقتصر على أفضلية عنصر التراب؛ بل تكرمته إنّما استندت إلى عامل أصلي تمثل بتلك الروح العظيمة التي نفخت فيه‌ «وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي». ولنفترض جدلًا أنّ المادة الاولى في خلقة الشيطان كانت أفضل من مثيلتها لدى آدم، فان هذا الأمر هو الآخر لا يقوى دليلًا على تمرده وعدم امتثاله لأمر اللَّه بالسجود لآدم بفضل تلك الروح الإلهية التي حلت فيه واكسبته ذلك المقام العظيم، ولعل الشيطان كان يعلم بكل هذه الامور إلّاأنّ الكبر والغرور والعجب وحب الذات أعمى بصره وبصيرته عن الاذعان للحق.

4- تبريرات جوفاء

لقد حاول بعض الفلاسفة- كما نقل ذلك ابن ميثم البحراني رحمه الله في شرحه لنهج البلاغة- أن يبرروا ويأولوا كافة تفاصيل قصة خلق آدم وسجود الملائكة وتمرد ابليس وعدم امتثاله لأمر اللَّه ليحملوها على مفاهيم لا تنسجم وظواهر تلك القصة. ومن ذلك أنّهم قالوا أنّ المراد بالملائكة الذين امروا بالسجود لآدم هو القوى البدنية المأمورة بالخضوع أمام النفس العاقلة (الروح البشرية)، والمراد بابليس القوة الوهمية وجنود ابليس هى القوى النابعة من الوهم وهوى النفس والتي تتعارض والقوى العقلية، امّا المقصود بالجنّة التي طرد منها آدم فانّما يراد بها المعارف الحقة وأنوار الكبرياء الإلهية! وما إلى ذلك من التأويلات الجوفاء التي لا أساس لها من الصحة. [2]


[1] تفسير نور الثقلين 4/ 472 ح 93.

[2] شرح نهج البلاغة لابن ميثم 1/ 190 فصاعداً.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست