responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 124

«أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ» [1] بينما ليست للملائكة من ذرية.

سؤال:

كيف جاز على اللَّه سبحانه أن يسلط ابليس على الناس حتى أنّهم سلبوا قدرة الدفاع؟ أضف إلى ذلك فما الضرورة في الاغواء والضلال؟ ومنحه تلك المدّة الطويلة من العمر والمهلة ليسعى سعيه في اغواء بني آدم وتوظيف كافة إمكاناته في سبيل تحقيق هذا الهدف؟

جواب:

أولًا: أنّ الشيطان قد خلق طاهراً عفيفاً وقد جدّ لسنوات من أجل صون قدسيته وطهّره حتى قادته طاعته وعبوديته لأن يكون في مصاف الملائكة، إلّاأنّه في نهاية الأمر وأثر حبّه لذاته وكبره وغروره واستغلاله لحريته قد سلك سبيل الضلال فسقط إلى الحضيض.

ثانياً: من الضروري الالتفات إلى نقطة مهمّة وهى أنّ نفوذ الوساوس الشيطانية إلى باطن الإنسان ليس نفوذاً عبثياً وإجبارياً؛ بل إنّ الإنسان هو الذي يفسح المجال بإرادته واختياره لهذا النفوذ سيجعله يستحوذ على نفسه، حيث يمنح الشيطان تأشيرة الدخول إلى حدود قلبه وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله: «إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِن الغاوِينَ» [2].

وقال في موضع آخر «إِنَّما سُلْطانُهُ عَلى‌ الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ». [3]

ثالثاً: لقد تضمنت عبارات الإمام علي عليه السلام رداً لطيفاً رائعاً على السؤال المذكور حيث قال:

«فأعطاه اللَّه النظرة استحقاقاً لسخطه واستتماماً للبلية وانجازاً للعدة»

؛ أي أنّ اللَّه قد أجزل عقابه بمنحه هذه المهلة من جانب؛ لأنّ الآيات القرآنية تفيد التحذير الإلهي الشديد والمتكرر لُاولئك الذين يسيرون باتجاه الذنوب والمعاصي؛ فاذا فاد التحذير وأثّر بهم ورجعوا عن غيّهم كان ذلك خيراً وإلّا أمهلهم ووكلهم إلى أنفسهم ليكون عذابهم أشد: «وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَ نَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ‌


[1] سورة الكهف/ 50.

[2] سورة الحجر/ 42.

[3] سورة الحجر/ 100.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست