محترماً عندنا؟ و لما ذا نجعله شفيعاً لنا عند الله؟ لأنّ النبي (صلى الله
عليه و آله) يتميز بالطاعة و العبودية العميقة و الخالصة.
إذن توسلنا بالنبي (صلى الله عليه و آله) توسل بطاعاته و عباداته و أفعاله.
و هذا هو نفس التوسل الذي يجيزه الوهابيون المتعصبون و هو التوسل بالطاعات،
فالنزاع إذن لفظي.
و العجيب أنّ بعضهم ينكر الحياة البرزخية للنبي الأكرم (صلى الله عليه و آله)،
و يعتقدون أنّ وفاته هي في حدّ موت الكفّار، مع أنّ القرآن ذكر أنّ للشهداء حياة
خالدة: (بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ) [1]، فهل مقام نبي الإسلام (صلى الله عليه و آله) أقل من مقام
الشهداء؟ مع كل هذا السلام الذي نرسله له في الصلاة، فإذا لم ندرك أنّ التوسل بعد
وفاته هو توسل بالخالدين فكل هذا السلام لا معنى له و الملتجى إلى الله من هذا
التعصب الأعمى و الأصم الذي يؤدي بالإنسان إلى المجهول. و من حسن الحظ أنّ بعضهم
يعتقد بوجود حياة برزخية، و عليه فلا بدّ من سحب إشكالاتهم.
1. المغالون و المفرطون
المجموعة الاولى: التفريطيون: و هم منكرو
التوسل بأولياء الله و نحن نقف بين مجموعتين من الإفراط و التفريط، من قصّر في فهم
مسألة التوسل و نفى التوسل من أساسه، و التوسل الذي أجازته الآيات القرآنيّة و
الروايات اعتبروه غير جائز، و تصوروا أنّه يؤدي بهم إلى نفي كمال التوحيد، فهم
واقعون في الخطأ و الاشتباه، فالتوسل بأولياء الله لأجل طاعتهم و عبادتهم