و ظنّ بعضهم أنّ معنى الحديث هو أنّ الأرض و ما عليها مكان لعبادة الله و
التعبد، و لا يوجد مكان خاص و معين للعبادة، كما يقول به اليهود و النصارى: من أنّ
العبادة لا بدّ أن تكون في الكنيسة أو المعابد الخاصّة. و لكن مع أدنى تأمل يتضح
أنّ هذا التفسير لا ينسجم مع المعنى الواقعي للحديث؛ لأن النبي (صلى الله عليه و
آله) قال: «جعلت لي الأرض مسجداً و طهوراً» و نعلم أنّ ما هو طهور يمكن التيمم
منه، كالتراب و الحصى من الأرض، و على هذا لا بدّ أن يكون مكان السجود من نفس
التراب و الحصى.