لفظ فَلا جُناحَ يشير إلى عدم حرمة السعي بين الصفا و المروة و جواز ذلك، و قد يسأل سائل عن
سبب وجوب السعي في الفقه الإسلامي، بينما الآية تبيحه فقط؟
الجواب على هذا السؤال نفهمه بوضوح من سبب نزول الآية. فالمسلمون كرهوا السعي
بين الصفا و المروة، بعد أن شاهدوا بأم أعينهم مدى عبث المشركين بهذا المكان، و
مدى تلويثهم إياه بالأصنام. فخالوا أن من غير اللائق بالمسلم أن يسعى في هذا
المكان.
جاءت الآية لتقول لهم: إن الصفا و المروة من شعائر اللّه، و عبارة فَلا جُناحَ[1] لإزالة ما تصوروه من كراهة لهذا العمل.
و ثمّة تعبيرات مشابهة ذكرها القرآن لأحكام اخرى كصلاة المسافر في قوله تعالى: وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ[2].
و نعلم أن القصر واجب في صلاة المسافر، لا جائز. بشكل عام قد تستعمل كلمة (لا
جناح) لإزالة التوهم بحرمة الشيء أو بكراهته، و هذا المعنى يؤكده حديث عن الإمام
محمّد بن علي الباقر عليه السّلام في كتاب «من لا يحضره الفقيه».
4- معنى التطوع
التطوع في اللغة: قبول الطاعة و الانصياع للأوامر، و في الفقه يطلق على
[1]- (الجناح) في الأصل الميل نحو
اتجاه معيّن، و قيل للذنب جناح لأنه يميل بالإنسان عن طريق الحق. (قاله الراغب في
المفردات).