الأعمال المستحبة، من هنا ذهب أغلب المفسرين إلى تفسير «و من تطوع ...» بالحج
المستحب و العمرة المستحبة، أو الطواف، أو أي عمل مستحب آخر.
فالعبارة تعني إذن أن اللّه شاكر لمن يعمل الخيرات امتثالا لأوامره سبحانه، و
اللّه عليم بكل هذه الأعمال.
و من المحتمل أيضا أن تكون العبارة تأكيدا لما سبقها، و يكون المقصود بالتطوع
حينئذ قبول الطاعة في أداء الأعمال الشاقة.
معنى العبارة، على هذا، على الحجاج السعي بين الصفا و المروة بكل ما فيه من
مشاق و رغم كراهتكم لذلك ... هذه الكراهة الناتجة عن سوء تصرف الجاهليين بهذا
المكان المقدس.
5- شكر اللّه
ينبغي الالتفات هنا إلى عبارة الشاكر في الآية، و هو تعبير في غاية الروعة، و
إنه لتكريم ما بعده تكريم للإنسان، أن يشكره اللّه على أعماله الخيّرة.
و حين يكون اللّه شاكرا لعبده على برّه، فمن الأولى أن يكون العبد شاكرا لربّه
على نعمه التي لا تحصى، و شاكرا لمن أحسن إليه من العباد.