اللّه موجود في كل جهة و مكان، فلما ذا وجب الاتجاه نحو القبلة في الصلاة؟
واضح أن الاتجاه نحو القبلة لا يعني تحديد ذات الباري تعالى في مكان و في جهة،
بل إن الإنسان موجود مادي، و لا بدّ أن يصلي باتجاه معين، ثم إن ضرورة الوحدة و
التنسيق في صفوف المسلمين تفرض اتجاههم في الصلاة نحو قبلة واحدة، و إلّا ساد
الهرج و الفوضى، و تفرّقت الصفوف و تشتتت.
أضف إلى ذلك أن الكعبة التي جعلت قبلة للمسلمين بقعة مقدسة و من أقدم قواعد
التوحيد، و الاتجاه نحوها يوقظ في النفوس ذكريات المسيرة التوحيدة.
2- عبارة وَجْهُ اللَّهِ لا تعني هذا الوجه المتعارف، بل تعني ذات اللّه تعالى.
3- استدلت الروايات بهذه الآية على صحة الصلاة إلى غير القبلة لسهو أو اضطرار،
و على صحة الصلاة على ظهر الراحلة.
(لمزيد من التوضيح راجع وسائل الشيعة،
كتاب الصلاة، باب القبلة).