responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 348

ذلك أن كل آية في القرآن لا تنحصر بأسباب نزولها، بل ينبغي أن يؤخذ مفهومها بشكل حكم عام، و ربما استخرج منها أحكام متعددة.

التّفسير

أينما تولّوا فثمّ وجه اللّه:

الآية السابقة تحدثت عن الظالمين الذين يمنعون مساجد اللّه أن يذكر فيها اسمه و يسعون في خرابها، و هذه الآية تواصل موضوع الآية السابقة فتقول: وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ‌.

تؤكد هذه الآية أن منع النّاس عن إحياء المساجد لا يقطع الطريق أمام عبودية اللّه، فشرق هذا العالم و غربه للّه سبحانه، و أينما تولوا وجوهكم فاللّه موجود. و تغيير القبلة تمّ لظروف خاصة، و ليس له علاقة بمكان وجود اللّه، فاللّه سبحانه و تعالى لا يحده مكان، و لذلك تقول الآية بعد ذلك: إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ‌.

واضح أن المقصود بالمشرق و المغرب في الآية ليس هو الجهتين الخاصتين، بل هو كناية عن كل الجهات. كأن يقول أحد مثلا: أعداء علي عليه السّلام سعوا للتغطية على فضائله، لكن فضائله انتشرت في شرق العالم و غربه، (أي في كل العالم).

و لعل سبب شيوع استعمال الشرق و الغرب في الكلام أن الإنسان يتعرف أولا على هاتين الجهتين، ثم يعرف بقية الجهات عن طريق هاتين الجهتين.

و في آية اخرى يقول القرآن الكريم: وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا [1]


[1]- الأعراف، 137.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست