فنقول:
إنّ الظاهر- بل بلا إشكال- أنّ الضبط عند أهل الرجال موكول و محال إلى الغلبة، و
الضبط هو الأصل، و ليس داخلا في معنى اللفظ، أعني «ثقة».
و
يرشد إلى ذلك التعرّض بسوء الحفظ في بعض التراجم نادرا، كما في ترجمة محمّد بن عبد
الرحمن بن أبي ليلى[1]، و سماك[2]
بن حرب[3]، و في
ترجمة أبي بكر بن عيّاش: أنّه لمّا كبر ساء حفظه[4]؛
أنّ بناء الأصحاب على صحّة خبر من ذكر «ثقة» في ترجمته ليس في إحراز الضبط على
استفادته من هذه اللفظة، بل على الحمل على الغالب[5].
و
يرشد إليه بناؤهم على صحّة الخبر لو كان التوثيق بغير «ثقة» نحو «عدل» كما في
ترجمة معاوية بن حكيم[6]، أو
«العدل» كما في ترجمة أحمد بن محمّد الصائغ[7].
و
قال النجاشي في ترجمة عبيد اللّه بن زياد: «و كان أبو القاسم بن سهل الواسطي
العدل»[8] انتهى.
و
في بعض أخبار العيون في باب ما جاء عن الرضا عليه السّلام من الأخبار في التوحيد
[1] . خلاصة الأقوال: 165/ 185 و فيها:« روى ابن عقدة،
عن عبد اللّه بن إبراهيم بن قتيبة، عن ابن نمير، و سئل عن ابن أبي ليلى فقال: كان
صدوقا مأمونا و لكنّه سيّء الحفظ جدّا».
[2] . قوله:« و سماك» بكسر السين المهملة و تخفيف الميم
كما في التوضيح( منه عفي عنه).