توصيف الحسين بن محمّد الأشناني
بالعدل[1]؛ لعدم اتّفاق دعوى تطرّق
الاصطلاح في العدل بدخول الضبط في مفهومه. و على ذلك المنوال الحال في سائر ألفاظ
التوثيق بناء على دلالتها على التوثيق.
و
يرشد إليه أيضا بناؤهم على عدّ الخبر موثّقا لو كان من ذكر في ترجمته «ثقة سيّء
المذهب» مثلا؛ لعدم اتّفاق دعوى دخول الضبط فيه من أحد؛ إذا[2]
ما ادّعي الاصطلاح فيه إنّما هو «ثقة» في باب الإمامي.
و
كذا بناؤهم على حسن الخبر لو كان الراوي ممدوحا؛ لعدم دخول الضبط في مدلول[3]
ألفاظ المدح بلا كلام من أحد، (و كذا بناء المتأخّرين ممّن خمّس الأقسام بالقوي
على قوّة الخبر لو كان الراوي سيّء المذهب و مذكورا بالمدح؛ لعدم دخول الضبط في
مداليل ألفاظ المدح بلا كلام من أحد)[4] كما سمعت.
و
ربّما استدلّ الفاضل الخواجوئي على ذلك بأنّ حبيب بن المعلّى الخثعمي قد وثّقه
النجاشي بقوله: «ثقة ثقة» و هو غير ضابط[5]؛
حيث إنّه كثير السهو كما اعترف به نفسه على ما رواه في الفقيه في باب ما يصلّى فيه
و ما لا يصلّى فيه من الثياب و جميع الأنواع أنّه سأل أبا عبد اللّه عليه السّلام
فقال: إنّي رجل كثير السهو، فما أحفظ صلاتي إلّا بخاتمي أحوّله من مكان إلى مكان؟
فقال: «لا بأس»[6] بناء على
أنّ السائل هو الخثعمي بشاهدة ما ذكره في المشيخة بقوله: و ما كان فيه عن حبيب بن
المعلّى فقد رويته عن أبي رضى اللّه عنه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن
[1] . عيون أخبار الرضا عليه السّلام 1: 141، ح 40، باب
11، في سؤال اليهودي. و الأشنان- بالضمّ و الكسر- معروف و بائعه الاشناني.