العلّامة في الخلاصة كثيرا ما
وثّق الرجل بمحض توثيق النجاشي أو الشيخ، و إن كان ضعّفه ابن الغضائري أو غيره» و
عدّ جماعة[1].
و
حكى المولى التقي المجلسي عن صاحب المعالم أنّه لم يعتبر توثيق العلّامة، و السيّد
بن طاووس، و الشهيد الثاني بل أكثر الأصحاب؛ تمسّكا بأنّهم ناقلون عن القدماء[2].
كما
أنّه قد حكم المولى المشار إليه بعدم اعتبار تصحيحات العلّامة؛ تعليلا بكثرة
تصحيحه بالصحّة عند القدماء، فلا يجدي في الصحّة باصطلاح المتأخّرين، و مع ذلك
العلّامة كان شديد العجلة كما علم بالاستقراء في الخلاصة، كما أشار إليه النجل
المشار إليه في بعض التراجم.
و
قيل: و كأنّ تجديد النظر لم يكن من عادته، كما لا يخفى على المتتبّع[3].
و
إن قلت: إنّه يرجع إليه دعوى قلّة المراجعة من صاحب المعالم كما تقدّم.
قلت:
إنّ قلّة المراجعة إنّما تستدعي العجل في الجملة، و أمّا شدّة العجل بحيث تمانعت
عن تجديد النظر فهي أخصّ من العجل، و الأمر فيه أشدّ.
و
إن قلت: إنّ المقصود من قلّة المراجعة إنّما هو تجديد النظر، فيتّحد ذلك مع دعوى
قلّة المراجعة فيما تقدّم.
قلت:
إنّ المدّعى فيما تقدّم إنّما هو قلّة الرجوع إلى كلمات أرباب الرجال، كما هو صريح
العبارة المتقدّمة، و أين هذا من قلّة الرجوع إلى ما تألّف المقصود بقلّة تجديد
النظر؟
[1] . نقد الرجال 1: 407/ 1195. و الجماعة مثل: محمّد
بن عيسى اليقطيني، و محمّد بن إسماعيل بن محمّد، و محمّد بن خالد؛ و انظر خلاصة
الأقوال- حسب الترتيب-: 141/ 22؛ 154/ 89؛ 139/ 14.