فَقالَت: أستَحيي مِنَ الصَّنَمِ أن يَرانا.
فَقالَ لَها يوسُفُ: أتَستَحيينَ مَن لا يَسمَعُ ولا يُبصِرُ ولا يَفقَهُ ولا يَأكُلُ ولا يَشرَبُ ولا أستَحيي أنَا مِمَّن خَلَقَ الإِنسانَ وعَلَّمَهُ فَذلِكَ قَولُهُ عز و جل: «لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ».[1] 518. بحار الأنوار عن ابن عباس: مَكَثَ يوسُفُ عليه السلام في مَنزِلِ المَلِكِ وزَليخا ثَلاثَ سِنينَ، ثُمَّ أحَبَّتهُ فَراوَدَتهُ، فَبَلَغَنا-/ اللَّهُ أعلَمُ-/ أنَّها مَكَثَت سَبعَ سِنينَ عَلى صَدرِ قَدَمَيها وهُوَ مُطرِقٌ إلَى الأَرضِ، لا يَرفَعُ طَرفَهُ إلَيها مَخافَةً مِن رَبِّهِ، فَقالَت يَوماً: ارفَع طَرفَكَ وَانظُر إلَيَّ.
قالَ: أخشَى العَمى في بَصَري.
قالَت: ما أحسَنَ عَينَيكَ!
قالَ: هُما أوَّلُ ساقِطٍ عَلى خَدّي في قَبري.
قالَت: ما أطيَبَ ريحَكَ!
قالَ: لَو سَمِعتِ رائِحَتي بَعدَ ثَلاثٍ مِن مَوتي لَهَرَبتِ مِنّي.
قالَت: لِمَ لا تَقرُبُ مِنّي؟
قالَ: أرجو بِذلِكِ القُربَ مِن رَبّي.
قالَت: فَرشِيَ الحَريرُ فَقُم وَاقضِ حاجَتي.
قالَ: أخشى أن يَذهَبَ مِنَ الجَنَّةِ نَصيبي.
قالَت: اسَلِّمُكَ إلَى المُعَذِّبينَ.
[1]. عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2 ص 45 ح 162.