أبو
إسحاق القمّي، أصله من الكوفة وانتقل إلى قم، وأصحابنا يقولون: إنّه أوّل من نشر
حديث الكوفيين بقم، وذكروا أنّه لقي الرضا عليه السلام وهو تلميذ يونس بن
عبدالرحمن، ولم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ولا على تعديله
بالتنصيص، والروايات عنه كثيرة، والأرجح قبول قوله؛ قاله في الخلاصة[5].
أقول:
لا يخفى عظم شأنه ولا علوّ مكانه؛ فإنّه أوّل من نشر حديث الكوفيين بقم وفيها
العلماء والفضلاء مع أنّهم طعنوا في يونس بن عبدالرحمن وهو ممّن أجمعت العصابة على
تصحيح ما يصحّ عنه وهو تلميذ يونس، فطعنهم بيونس وقبول قول تلميذه يدلّ على علوّ
شأنه، وأنّه أوثق من يونس عند أهل قم، وثانياً إنّ أصحابنا المتقدّمين كانوا
ينكرون على من يروي عن الضعفاء ويخرجوه بهذا، ولم نجد أحداً منهم توقّف في روايته
ولا ردّها إلّاكلّهم تلقّوها بالقبول، ومدار أحاديث الكليني عليه؛ لأنّه يروي عن
عليّ بن إبراهيم عن أبيه وهما كذا دائماً، وكذا من لا يحضره الفقيه والتهذيب
والاستبصار؛ فإنّه في هذه الكتب عليه المدار، فلا يضرّ عدم التصريح بعدالته؛ فإنّ
شأنه أرفع من ذلك، واللَّه أعلم بحقيقة حاله، وإليه مرجعه ومآله.