[أقول: طَلْحَة و الزُبَيْر هما رأسا البُغاة، و مُسَعِّرا الحرب في الجمل، و حالهما في الصَّحابة أشهر و أبين من أن يذكر في هذا المختصر، و من أراد فليراجع الكتب المؤلفة في تراجم الصَّحابة، كأُسْد الغابَة، و الإصابة، و الإستيعاب، بل الكتب المؤلّفة في التَّاريخ و السِّيرة، و كذا الكتب المؤلفة في الكلام في الإمامة، كالشافي و تلخيصه، و إحقاق الحقّ، و كتاب الجُمَلِ للمُفيد (رحمه الله)].
«عبد الرحمن بن عَتّاب»
عبد الرَّحمن بن عَتَّاب بن اسَيْد القُرَشيّ الأمويّ، كان من أنصار عثمان في حياته و بعد مماته، و كان مع عائِشَة يوم الجمل، يصلّي بالنَّاس بأمرها، لمَّا وقع الخلافُ بين طَلْحَة و الزُبَيْر في الإمامة في الصَّلاة. [2]
و قيل: كانت الصَّلاة لعبد اللَّه بن الزُّبَيْر، و لمَّا استعرت نار الحرب، بارز عبد الرَّحمن الأشْتَرَ فأفلت جريضا [3][4]، و كان على ميسرة العسكر، فأخذ خطام الجمل و قتل. [5]
[2]. و راجع: تاريخ الطبري: ج 4 ص 460 و 46 أسد الغابة: ج 3 ص 467 الرقم 3353، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 ص 144 و 145.
[3]. جريضاً: قال ابن منظور: أفلَتَني جريضاً أي: مجهوداً يكاد يقضي. (لسان العرب: ج 7 ص 130).
[4]. راجع: تاريخ الطبري: ج 4 ص 519- 526، الكامل في التاريخ: ج 2 ص 343، أنساب الأشراف: ج 3 ص 39، الإصابة: ج 5 ص 35 الرقم 6240، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 1 ص 265.