نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 74
فقال : « امض فادع لي[١]
محمّد بن علي » ، يعني ابن الحنفيّة.
قال : فأتيته ، فلمّا دخلت عليه قال : هل
حدث إلاّ خير ؟ فقلت : أجب أبا محمّد. فعجّل حتّى عن شسع نعله فلم يسوّه ، فخرج
معي يَعدو ، فلمّا قام بين يديه سلّم عليه فقال له الحسن عليهالسلام : « اجلس ، فليس يغيب مثلك عن سماع كلام تحيى به
الأموات وتموت به الأحياء ، كونوا أوعية العلم ومصابيح الدجى [٢]
، فإنّ ضوء النهار بعضه أضوء من بعض ، أما علمت أن الله عزّ وجلّ جعل ولد إبراهيم
أئمّة وفضّل بعضهم على بعض ، وآتى داود زبوراً ، وقد علمت بما استأثر محمّد صلىاللهعليهوآله .
يا
محمّد بن علي ، إنّي أخاف عليك الحسد ، وإنّما وصف الله تعالى به الكافرين فقال : (كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن
بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ)[٣]
، ولم يجعل الله للشيطان عليك سلطاناً.
يا
محمّد بن علي ، إلاّ أخبرك بما سمعت من أبيك عليهالسلام
فيك » ؟
قال : بلى.
قال : سمعت أباك يقول يوم البصرة : « من أحبّ أن يبرّني
في الدنيا والآخرة فليبرّ محمّداً.
يا
محمّد بن علي ، لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك.
يا
محمّد بن علي ، إن الحسين عليهالسلام بعد وفاة نفسي ، ومفارقة
روحي جسمي ، إمام من بعدي ، وعند الله تعالى في كتابه الماضي [٤]
وراثة [ من ] النبي أصافها [ الله عزّ وجلّ له ] في وراثة أبيه وأمّه ، علم الله
أنكم خير خلقه فاصطفى منكم محمّداً واختار محمّد عليّاً واختارني عليّ عليهالسلام
للإمامة [٥] ، واخترت أنا الحسين عليهالسلام
».