نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 73
وقد سمعت من الأخبار أنّه كان عليهالسلام عالماً بما يؤل أمره إليه كما وقع
لأخيه وأبيه من قبل ذلك ، وذلك بوصيّة وأمر من الله قدم عليها ، وبادر بالوصول
إليها ، ولله درّ من قال :
إرث البتول ونحلة الهادي لها
غصباً وعبرتها تسحّ وتسجم
وغدا مهاجرها وأنصاريها
كلّ له في ذاك سهم يُسهم
والمرتضى أرداه في محرابه
بيمين أشقاها الحسام اللهذم
فتكلّم الحسن الزكي في حقّه
فغدا بمطلقة الأذيّة يكلم
فلذاك سالم مكرهاً حتّى قضى
بالسمّ وهو المستظام المسلم
وإذا جرى ذكر الحسين تحدّرت
عيني بما فيها أسرّ وأكتم
ما كان أدهى يومه وأمرّه
فلطعمه حتّى القيامة علقم
يوم به سلّ الضلال سيوفه
فغدت تطبّق في الهدى وتصمم
يوم به كبت الجياد من الوجى
فانصاع ذوبلها يعضّ ويكدم
يوم به هبل يقهقه ضاحكا
والبيت يبكي والمقام وزمزم
يوم نسيم الكفر فيه زعازع
وزعازع الإسلام فيه تسنّم
فشوهاً لها من وجوه تعفّرت جباهها على
ربوات النفاق ، وتعساً لها من قلوب تقلّبت على تلعات الشقاق ، وواهاً لها من نفوس
اغمدت البيض الرقاق في نحور خلفاء الملك الخلاق ، وهيأت وألجمت الجرد العتاق لقتال
أرباب الاشفاق ، ورمت بدور الإتفاق في منازل الخسف والمحاق ، فكم من نفس أغالوها
بالزهاق وأودعوها تحت الطباق ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
روى الكليني في روضته ، والنعماني في
غيبته بأسانيدهما إلى المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « لمّا حضرت الحسن الوفاة قال : يا قنبر ، انظر
هل ترى وراء بابك مؤمناً من غير آل محمّد ».
فقال : الله ورسوله وابن رسوله أعلم [
به منّي ].
نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 73