responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 113

أما لو كنت عندنا بالمدينة لأريناك مواطن جبرئيل من دورنا ، استقانا الناس العلم ، فتراهم علموا وجهلنا؟ [١].

ولنفس الهدف السامي ، قاوم الإمام السجّاد عليه‌السلام الانحراف الفقهي الذي منيت به الاُمّة ، بالتزام الشريعة وأخذها من أناس تعلّموا الفقه من طرق لا تتصل بمنابع الوحي الثرّة الصافية المأمونة.

فيقول عليه‌السلام : إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، لا يصاب إلاّ بالتسليم.

فمن سلّم لنا سَلِمَ ، ومن اقتدى بنا هُدِيَ ، ومن كان يعمل بالقياس والرأي هَلَك ، ومن وَجَدَ في نفسه ـ مما نقوله ، أو نقضي به ـ حرجا ، كَفَرَ بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم [٢].

وهكذا كان شديد النكير على تلك البوادر المظلّلة ، وحارب بدعة تقليد غير أهل البيت عليهم‌السلام من المذاهب المنسوبة الى البعداء عن ينابيعه نسبيّا وحتى سببيّا ، أولئك الذين روّجت الحكومات والدول الظالمة فقههم ، لأنهم كانوا مسالمين لهم ، ومنضوين تحت ظلالهم ، من المتّكئين على آرائك الخلافة المزعومة.

وهذا الذي حذّر الرسول الأكرم منه في أحاديث مستفيضة ، أوردنا نصوصها في كتاب « تدوين السنة الشريفة » وتحدّثنا عن دلالتها [٣].

وقد تمكّن الإمام زين العابدين عليه‌السلام من توضيح معالم فقه أهل البيت عليهم‌السلام وإرساء قواعده ، وإغناء معارفه ، وتزويد طلاّبه وتربيتهم ، حتى أقرّ كبار العلماء بأنّه « الأفقه » من الجميع ، وفيهم عدّة من فقهاء البلاط ووعّاظ السلاطين :

قال أبو حازم : ما رأيت هاشميّا أفضل من علي بن الحسين ، وما رأيت أحد كان أفقه منه [٤].


[١] بصائر الدرجات ، للصفار (ص ٣٢).

[٢] إكمال الدين ( ص ٣٢٤ ب ٣١ ح ٩ ).

[٣] لاحظ الصفحات ( ٣٥٢ ـ ٣٥٩ ) و (٤٢٥) من : تدوين السنة الشريفة.

[٤] تاريخ دمشق الحديث (٤٥) مختصر تاريخ دمشق ( ١٧ : ٢٤٠ ) وسير أعلام النبلاء ( ٤ : ٣٩٤ )

نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست