وقال الشافعي ـ إمام المذهب ـ : إن علي
بن الحسين أفقه أهل البيت [٢].
وإذا لم يكن للحكّام المسيطرين ، باسم
الخلافة الإسلامية ، نصيب من علم الشريعة وفقه الدين ، بل كانت أعمالهم مخالفة
لأحكام الله وسنّة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم!
وإذا كان
فقهاء البلاط ، وأصحاب المذاهب ، يفخرون بالتلمّذ عند علماء أهل البيت عليهمالسلام[٣].
فإن إعلان الإمام السجاد عليهالسلام عن حقيقة مذهب أهل البيت الفقهي وتبيين
موقعيّته المتقدّمة على جميع المذاهب الفقهيّة ، والدعوة الى الالتزام به ، هو
نسفّ عملي لقواعد الخلافة المزعومة التي كان المتّكيء على أريكتها من أجهل الناس
بالفقه ، وكل الناس أفقه منه حتى المخّدرات في الحجال!
وكذلك هو تقويض لأعمدة التزوير التي
رفعت فساطيط المذاهب الرسميّة المدعومة من قبل دار الخلافة ، والتي تبعها الهمج
الرعاع من العوام أتباع كلّ ناعق!
__________________
وكشف الغمة ( ٢ : ٨٠
).
[١] تاريخ دمشق (
الحديث ٣٧ ) وسير أعلام النبلاء ( ٤ : ٣٨٩ ) وصفوة الصفوة ( ٢ : ٩٩ ).
[٢] رسائل الجاحظ (ص
١٠٦) وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( ١٥ : ٢٧٤ ) عن الرسالة للشافعي ـ في خبر
الواحد ـ.
[٣] كان أبو حنيفة ـ
إمام المذهب ـ يقول : « لولا العامان لهلك النعمان » يشير الى العامين اللذين حضر
فيهما عند الإمام الصادق عليهالسلام
، وكان قبل ذلك قد أخذ من الإمام الباقر عليهالسلام
وأخيه زيد الشهيد. انظر الإمام جعفر الصادق ، للجندي (ص ١٦٢) والنظم الإسلامية ،
لصبحي الصالح (ص ٢٠٩) وموقف الخلفاء العباسيين لعبد الحسين علي أحمد (ص ٣٧) ـ
ولاحظ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ( ١٥ : ٢٧٤ ) وموقف الخلفاء (ص ٣١) عن
الشكعة في الأئمة الأربعة (ص ٥٢) وعن أبي زهرة في : أبو حنيفة (٧٢).