responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 440

النبوّة، و أقبل علم الاسلام يرفل في ملابس الجلال، و تبدّى نور الايمان يخطر في حلل الكمال، كالطود الشامخ في مجده، أو البحر الزاخر عند مدّه، قد أيّده اللّه بروح قدسه، و أوجب من ولائه ما أوجب من ولاء نفسه، و أيّده بالعصمة التامّة، و شرّفه بالرئاسة العامّة، كالقمر المنير في كفّه شهاب ساطع، أو الموت المبير إذا علا بسيفه القاطع، حتى إذا قارنه و قاربه و شزره بطرفه عند المصاولة علاه بمشحوذ العذاب لو علا به رضوى لغادر كثيبا مهيلا، و لو أهوى به على أكبر طود في الدنيا لصيّره منفطرا مقلولا، فخرّ كالجذع المنقعر، أو البعير إذا نحر، يخور بدمه، و يضطرب لشدّة ألمه، قد سلبته ملابس الحياة أيدي المنيّة، و كسته من نجاح دمه حلّة عدميّة، و كفى اللّه المؤمنين القتال بوليّه المطلق، و صدّيق نبيّه المصدّق، الّذي أعزّ اللّه الاسلام و أهله بعزمه، و أذلّ الشرك و جنده بقدمه.

فيا من كفر بأنعم ربّه، و أجلب بخيله و رجله على حربه، و رابطه مصابرا، و عانده مجاهرا، و أظهر نفاقه الكامن، و غلّه الباطن، أ لم يكن أبوك في تلك المواطن رأسا للمشركين؟ أ لم يكن في حرب نبيّه ظهيرا للكافرين؟

أ لست ابن آكلة الأكباد البغيّة؟ أ لست زعيم العصابة الأمويّة؟ أ لست فرع الشجرة الملعونة؟ أ لست رأس الامّة المفتونة؟ أ ليس قائد أحزاب المشركين أباك؟ أ ليس أوّل المبارزين في بدر جدّك و خالك و أخاك، اديرت كئوس المنون بيد وليّ اللّه عليهم، و بطرت الحتوف من كثب إليهم، و أنزل سبحانه‌ (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ)[1] منهم ذلك بما قدّمت أيديهم، قلبت أشلاءهم بعد الموت في القلب، (وَ لَوْ تَرى‌ إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ)


[1] سورة الأنفال: 12.

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست