(وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)[1]، لرأيت أعناقهم تقطع
صبرا، و أشلاءهم تبضّع هبرا، و امراءهم قد ولّوا الأدبار، ثمّ لا ينصرون، و
اسراءهم كأنّما يساقون إلى الموت و هم ينظرون.
هؤلاء أسلافك الماضية، و
آباؤك الغاوية، الّذين قصّ اللّه قصصهم في محكم تنزيله، و لعنهم على لسان نبيّه و
رسوله، و سمّاهم الشجرة الملعونة في القرآن[2]،
و العصابة الخارجة عن الايمان، الّذين اتّخذوا الأصنام آلهة من دون اللّه، و
استقسموا بالأزلام خلافا لأمر اللّه، و كان سيّدنا و وليّ أمرنا و معتقدنا و
وسيلتنا إلى ربّنا حينئذ أوّل من أسلم لربّ العالمين، قائما يومئذ بنصر سيّد
المرسلين.