responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 350

محجّة، و لا أشمخ فخرا، و لا أرفع ذكرا، من الاذعان بالطاعة لنهيه و أمره، و لا يعتاد بالمتابعة لسرّه و جهره.

فيا من يحسده على ما آتاه اللّه من فضله، و يدّعي رتبته، و هو لا يعادل عند اللّه شسع نعله، لقد طرت مستكبرا، و تعاظمت صغيرا، و أوثقت نفسك، و أنكرت جنسك، و جهلت قدرك، و شبت درّك، و بادرت خالقك بمعصيتك، و لم يحسن يوما تؤخذ فيه بناصيتك، أ تريد أن تستر الشمس بكفّك، أو تنقص البحر بغرفك، و تجار الجواد بأناتك، أو تنال السماء ببنانك؟

ويك ارفق بنفسك، و لا تفخر بغرسك، فهذا الّذي شرّفت بذكره مقالي، و وجّهت إلى كعبة جوده آمالي، و رجوته معادي في حشري، و نوري في قبري، و كنزي لفقري، و وجهتي في عسري و يسري، هو البحر الّذي لا ينزف، و العارف الّذي لا يعرف، و الشمس الّتي لا تخفى، و النور الّذي لا يطفأ، المنزّه بكماله عن الأنداد، الجامع في خصاله بين الأضداد، يحيي بجوده الآمال، و يميت بفتكه الأبطال، و تصل بكفّه الاقصار، و تقطع بسيفه الآجال.

إن ذكر ليل فهو راهب دجاه، أو ذكر حرب فهو قطب رحاه، أسد اللّه المحراب، حليف المسجد و المحراب، يجزّ بصارمه الأعناق، و يدرّ بنائله الأرزاق، نقمة اللّه على أعدائه، و رحمته لأوليائه، الشامخ بأنفه في الحرب، و المتواضع من عظمته للربّ، الناسك في خطوته، و الفاتك بسطوته، قتّال الأبطال إذا الحروب وقعت، و بدل الأبدال إذا الجنوب اضطجعت، امتحن اللّه به خلقه، و أبان بالأدلّة الواضحة صدقه، و أكرمه بالشهادة الّتي فضّله بها على من سواه، و أحبّ سبحانه لقاءه، كما أحبّ صلوات اللّه عليه لقاءه، لما تفرّد عن النظير من أبناء جنسه، و تعالى عن التمثيل في طهارته و قدسه.

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست